نظرية نمو الشخصية في تحليل الشخصية
بقلم: سارة فاعور – نجوى حبيب
تحليل الشخصية هو عملية دراسة وفهم التفاصيل المكونة لشخصية فرد ما، فنحن عند تحليل شخصية ما نتعامل مع تفاصيل هذه الشخصية، ولكي يتم تحليل الشخصية بشكل صحيح ودقيق يجب بناء مرجعية وذلك بداية بتحديد أهداف تحليل هذه الشخصية ثم مدخل تحليل الشخصية.
فهناك عدة مداخل ونظريات تقوم كل منها على أسس مختلفة تهدف إلى فهم أنماط وسلوك وسمات الشخصية ومن هذه النظريات نظرية نمو الشخصية.
ما هي نظرية نمو الشخصية؟
نظرية نمو الشخصية هي إحدى النظريات التي تستخدم في تحليل الشخصية وتشرح كيف يتطور الفرد على مر الزمن. وهي ترتكز على فكرة أن الأفراد يمرون بعدة مراحل من التطور النفسي والاجتماعي، وكل مرحلة تؤثر في الشخصية وتشكلها. فنظرية نمو الشخصية ترتكز على تكوين الشخصية.
فكيف تتكون الشخصية؟
هناك ثلاث بيئات أساسية تتكون وتنمو من خلالها الشخصية:
- بيئة التكوين: وهي الفترة الزمنية والمكان الذي تأخذ فيه الشخصية الملامح الرئيسة، ميول تجاه المثيرات. (البيئة التي تربت فيها هذه الشخصية يمكن ان تعطيني اشارات عن الأشياء التي تثير هذه الشخصية).
- بيئة التمكين: التوجهات تجاه المواقف، في هذه المرحلة تبدأ الشخصية برسم ملامح الرأي العام، رفض – قبول.
- بيئة الإنتاج: ميول الشخصية تجاه التعبير عن قدراتها، في هذه المرحلة تعرف الشخصية قدراتها وتبدأ في التعبير عنها والعمل من خلالها.
تبنى الشخصية بهذه الثلاث طبقات وكلما اختلفت الطبقات أكثر كلما كان تحليل الشخصية أصعب، وذلك لأننا نحتاج لكمية أكبر من التفاصيل.
وتتألف النظرية من عدة مراحل من التطور، وهي كالتالي:
- مرحلة الطفولة المبكرة: في مراحل الطفولة المبكرة نبدأ في تخزين المواقف وطرق التعامل معها وتكوين المخزون الأولي.
- مرحلة الطفولة المتوسطة: نبدأ بمقارنة الأحداث ونشعر بتفضيل طرق معينة للتعامل مع المثيرات.
- مرحلة المراهقة: نبدأ بممارسة طرق معينة للتعامل وفهم الأحداث وتكوين الإعتقاد وإختبار قدرتنا على تحصيل الفوائد، أو الشعور بالراحة تجاه ما نتبناه من تفضيلات.
- مرحلة الشباب المبكر: نتبنى توجه مفضل وعام، ونبدأ بمحاولة فرضه على مسار حياتنا.
- مرحلة البلوغ: نقوم بنقد الأسلوب الذي نتبناه ونعمل على إعادة إنتاج نفس الأسلوب بصور مختلفة أو التحول لتفضيل أسلوب آخر.
من الصفات التي يمكن الاستنتاج عليها وقراءتها على أساس نظرية نمو الشخصية، ما يلي:
- مستوى الاستقلالية: يمكن ملاحظة مستوى الاستقلالية لدى الفرد من خلال مدى قدرته على إتخاذ القرارات والتحكم في سلوكه، وكذلك من خلال مستوى إعتماده على الآخرين في حياته اليومية.
- مدى النمو الذاتي: يمكن ملاحظة مدى النمو الذاتي لدى الفرد من خلال قدرته على تحديد أهدافه الشخصية والمهنية والعمل على تحقيقها، وكذلك من خلال قدرته على تحمل المسؤولية وتحديد مساره الخاص في الحياة.
- مدى التعاون والتفاعل الاجتماعي: يمكن ملاحظة مدى التعاون والتفاعل الاجتماعي لدى الفرد من خلال مدى قدرته على بناء العلاقات الاجتماعية الصحية والإيجابية، وكذلك من خلال قدرته على التفاعل مع المجتمع المحيط به والمساهمة فيه.
- مدى التفكير الناقد والابتكاري: يمكن ملاحظة مدى التفكير الناقد والابتكاري لدى الفرد من خلال مدى قدرته على التفكير خارج الصندوق وابتكار حلول جديدة للمشكلات، وكذلك من خلال مدى قدرته على تحليل الأفكار والمواقف بشكل منطقي وعميق.
- مدى الثقة بالنفس: يمكن ملاحظة مدى الثقة بالنفس لدى الفرد من خلال مستوى ثقته بقدراته ومهاراته، وكذلك من خلال مدى قدرته على تحمل المخاطر والتحديات والعمل على تحقيق الأهداف الصعبة.
- مدى الاهتمام بالآخرين: يمكن ملاحظة مدى الاهتمام بالآخرين لدى الفرد من خلال قدرته على التعاطف والتفاعل مع مشاعر الآخرين، وكذلك من خلال مدى قدرته على مساعدة الآخرين وتقديم الدعم والمساعدة عند الحاجة.
كما تحيك انامل الربيع شتائل الورد و تنثرها على بساط السهول الممتدة؛ حاكت انامل الاستاذتين (سارة و نجوى) اجمل المقالات؛ لمن أراد فهم و التمكن من نظرية نمو الشخصية؛ تقبلوا مروري في رياضكم الزاهر