مفتاح الصلابة العاطفية
بقلم: أحمد ذيب
الصلابة العاطفية يعتبر أحدث مفهوم علمي يعمل على تحديد الأسباب الحقيقيه للإحساس بالأزمة (حكمة الإحساس) والتي تُعد الآن في ظل الظرف الذي يسيطر على العالم، والذي ستستمر آثاره في في صياغة المفاهيم المستقبلية للإنسانية من حيث التفكير والعمل والاهتمامات.
تكمن أهمية الصلابة العاطفية بأنها أداة علمية تُحقق التوازن الذاتي للشخصيات وتضع إطار عام لإدارة العواطف في التعامل مع الذات ومع الآخرين.
أتت أهمية العمل على مفهوم الصلابة العاطفية، كحالة استشرافية لما سيحتاجه الأفراد من محتوى يتضمن معرفة رصينة ومهارات فِعلية تساعدهم في مواجهة تحديات التحول وأفضل تسميته بالتطور السريع على مستوى صياغة المفاهيم الأخلاقية، والاجتماعية، وبالطبع الاقتصادية، وصولاً للمفاهيم العقائدية.
ارتكزت عملية صياغة المفهوم وتطويره على أُسس علمية ودراسات وأبحاث تجريبية تمتد على مدار يتراوح حول 50 عاماً سابقاً، حيث شملت هذه الدراسات والأبحاث نتائج دراسات في ظل ظروف مختلفة كان فيها تحولات كبيرة على مستوى المجتمع الدولي، ولعل جائحة (كوفيد 19) التي نعيشها في أيامنا هذه تسجل تفوقاً على كل ما سبقها من أحداث، من ناحية تأثيرها على نمط الحياة البشرية، وآليات الفعل وردة الفعل الفردي والجماعي والمؤسسي على مستوى الدول، ومستوى العالم ككل.
ولعل الفقرة التالية والتي تضمنها كتاب (صدمة المستقبل) لمؤلفه عالم السيكولوجيا (أشار توفلر) عام (1970) والذي أسس فيه لمفهوم الصلابة النفسية الذي يمثل رحم نضوج مفهوم (الصلابة العاطفية) تقول الفقرة:
” إننا نعيش في عصر الضغوط، حيث أن التغيرات الاجتماعية، والاقتصادية والتكنولوجية، بل والتغيرات في القيم، سريعة ومتلاحقة مما يضاعف من حدة وقع أزمات النمو، ويجعل الفرد يشعر بالاغتراب”
إذن فالعالم كان على الدوام كان في حالة تغيير متسارع ونحن اليوم نعاني تراكم ما ترسب في الوعي الجمعي على مدار أجيال، بالتالي فمن واجبنا اليوم تقديم منتج علمي تدريبي – مهاري – يساهم في تقوية مناعتنا ومناعة الأجيال القادمة ضد تفشي عدوى العواطف السلبية والمشوهة.
” نحن الآن نعيش بروفة مسرحية للمستقبل”
سلمت يداك أستاذنا دمت مبدعاً
ولنا الشرف دائما من التعلم منكم