الشخصيات في نماذج إمتحان تحليل الشخصيات

بقلم: حسن فرحات

قصة إفتراضية تُحاكي مثير إرسال نماذج إمتحانات الرخصة الدولية لتحليل الشخصيات..

أُرسلت النماذج، فشرع التحليلي إلى إلتقاط التفاصيل وتصنيفها، لاحظ خمس نماذج مختلفة فبدأ التنقيب.. النموذج الثاني مؤطّر بحدود المعرفة، النموذجين الثالث والرابع يرتقيان لحدود الفهم، النموذجين الأول والخامس يلامسان الوعي، وأمّا النموذج السادس غير المرسل، يكاد التحليلي يجزم أنّه عند هرم الإدراك!

تهافت المتدربون لإنشاء مجموعات يتشاركون بها الحلول الممكنة، فـَ الملكيّ ليس نصب عينيه سوى هدف النجاح في الإمتحان وكلّ الطرق مقبولة! كيف لا وهو الذي يؤمن أن الغاية تبرر الوسيلة، وحين سؤاله يبرّر: أي طريق يؤدي لنجاحي في الإمتحان سأسلكه..

وأما الهرمي فهدفه نيل الرخصة الدولية لتحليل الشخصيات وعن جدارة، فأولوياته بإستحقاقه النجاح، رتّب أولوياته والأهم الآن قدرته على حلّ الإمتحان.. إنكب على الدراسة والبحث وبرّر لصالح أهمية الأولوية فـَ الغاية لا تبرر الوسيلة، وإن كان هناك طرق جيدة فإن الدراسة المجدية طريقٌ أفضل.. تواصل مع الجميع بحدود الفهم ومشاركة المعلومات لا الحلول، فالمعرفة والإتقان أولوية، ونتيجة الإمتحان مخرجات يُبنى عليها..

إكتملت المجموعات، المسيطر حازم لا يتردد، يفرض حلوله ويهتم بالإنجاز على سبيل العلاقات بين المتدربين.. ويصطدم بـِ التحليلي، والذي يعارضه متسائلاً كلّ حين: “ما الذي جعلك تختار هذا الجواب؟” باحثاً عن التفاصيل، يعمل بدقة وهدوء، منطقي في منهجيته ويميل لمعالجة كلّ إحتمالات السؤال قبل الشروع بالإجابة..

وأما العاطفي، فبين تحليلي ومسيطر يحاول إيجاد توافق.. متردد ويتجنب الإجابة خوفاً من مخاطر الرسوب. يسعى لوجود رأي مشترك ومسؤولية مشتركة بين الأفرقاء! وأما التعبيري لا ينفك يحدثهم عن نفسه، مضيفاً فاصلاً من المرح لتهدئة الأجواء.. لديه ميل واضح لمشاركة رأيه مع البقية ويخبرهم بما يراه الحل الأدق ويثير فيهم الحماسة..

أجواء مختلطة من أنماط مختلفة، ولا تزال المجموعات تبحثُ عن حل لمشكلتها في إستراتيجيات الحلّ وتبتعد عن لُبّ الموضوع..

النرجسي يحاول إظهار تفرده بأجوبة لا يتوقعها الكثيرون، لينال من الإعجاب ما يستحق! والمتحفظ ينغمس في التحليل الدقيق لكلّ سؤال وإحتمال ويتبع منهجية واضحة. وأما الواقعي فيركز على الممكن وغير الممكن بين خيارات الأسئلة..

وفي الختام، الكلّ يتطلّع لإجتياز الإختبار.. كلٌّ حسب تفضيلاته ونمطه!

وما كان هذا المزيج إلا إختبار مخفيّ لا تقلّ أهميّته عن الإختبار النظري.. فواحدة من مخرجات الرخصة الدولية لتحليل الشخصيات أن تكون ناجحاً في التعامل مع الشخصيات..