الحرب الكاشفة

بقلم: محمد الخرشه

من المملكة الأردنية الهاشمية

ضمن فعاليات القضية – تحليل شخصية الصراع

لماذا تسمى هذه الحرب بالكاشفة؟ وماذا أحيت وماذا أماتت؟

كاشفة لأنها كشفت الحقائق ووضعت كلاً بمكانه الطبيعي، وكشفت زور هذا العالم وقبحه، وكشفت ومحصت القلوب…

أحيت فينا الأمل وأعادت البوصلة تجاه القضية الوحيدة التي تجمع العرب والمسلمين ولا يفترض أن تفرقهم إلا عن كل أفاك أثيم.

أحيت قيماً كادت تندثر من هذا العالم المجنون الذي كان يتسارع صوب نهايته الحتمية؛ فقبلها كانت الدول تتراكض للركوع، وتجار الجنس الثالث يستأسدون، والأوطان تباع وتشترى بكازينوهات الشرق…

توقف كل هذا وتمسمر الكل حول تلك الملائكة التي غادرت إتساخ هذه الأرض وإرتقت تحلق في السماء داعيةً من بعدها للحاق بها ليتكون فوق غزة تاج فخز وعز وإرتقاء؛ كنتاج طبيعي لجذور تتنفس وسط الأنفاق وشعب صابر ثابت يتنفس الحرية، قوته الإيمان وعزائم الأحرار، طالباً لحياة كريمة تسر الصديق أو ممات يغيظ العدو.

يتمسمر الجميع إنتظاراً وشوقاً لكلمات ليست كالكلمات، لفخر الصناعة الفلسطينية، معدن الرجال النفيس…

يتلمسون بشوق، بصمت، أصواتاً تملأ المكان أملاً، من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
دستورهم أنه لجهاد، نصر أو إستشهاد؛ ليعيدوا صياغة مفاهيم تربية أبنائنا وينظفوا إتساخهم بمغريات الحياة الزائلة.

صبراً أهل غزة، صبراً جميلاً والله المستعان؛ ويرونه بعيداً ونراه قريباً؛ إن الفجر لآت، وإن بعد العسر يسر.