الصلابة العاطفية (رأس المال العاطفي)

بقلم: أحمد ذيب

على مدار عشرين عاماً خَبِرتُ فيها تجارب الأنشطة الريادية، في الأعمال التطوعية والتجارية، كان دائماً يتململ بداخلي سؤال: هل يمكن تطبيق أدوات النجاح الريادية على الجوانب العاطفية؟

الآن، بعد أن تعرّفتُ على (الصلابة العاطفية) أدركتُ الجواب، نعم، يمكن إذا نظرنا للعاطفة من زاوية علمية، تجريبية – وهذا بالضبط ما نجده في (الصلابة العاطفية)، هذا المفهوم الرائع الذي يشبه مقطوعة موسيقية لا يمكن انتاجها دون أدوات ومقياس للحن، والتوزيع الجيد لاستخدام الآلات، هذا كله لنصنع إحساساً ونؤثر في السلوك العاطفي.

شرط الإنتاج الأساسي هو وجود رأس المال، الذي تتعدد أشكاله من نقدي إلى مواد أولية وحتى الأيدي العاملة، في الصلابة العاطفية التي تُمثل المصنع المتكامل للإنتاج العاطفي والتي تُقدم لنا:

  • قدرة متفوقة على إدارة عواطفنا والتأثير في عواطف الآخرين.
  • مرونة عالية في تعديل السلوك ليتناسب مع المثيرات والاعتقاد.
  • مهارة متطورة في التفكير.
  • ثقة متماسكة في التحقق من النفس وما تريده وتميل له.

هنا رأس مال صناعة العواطف (رأس المال العاطفي) يتكون من عناصر كل منها منفرداً يمثل مادة أولية، حين مزجهم بالنسب المتوازنة تتشكل لدينا (البصمة العاطفية) ومنها نبدأ بعملية الصياغة والإنتاج.

لكن ما هي عناصر رأس المال العاطفي (البصمة العاطفية) ؟

  1. التفضيلات العاطفية: النمط المفضل لدى الفرد للتعبير عن تَأَثُرِه العاطفي، هنا لابد من التفرقة بين ما تُفضله وبين ما تمارسه بالفعل.
  2. الميول العاطفية: هو السلوك الذي تميل لممارسته عند التعامل العاطفي مع الآخرين، وهنا أيضاً يجب التفريق بين سلوك الفعل ورد الفعل.
  3. التأثر العاطفي: ما هي المثيرات التي تحرك المؤشرات العاطفية لديك، هل تتأثر أكثر بالمثيرات الداخلية أم الخارجية، الحسية أم الضمنية…؟

 

إن استثمار العواطف التي تسيطر منذ الأزل على حركة العلاقات بين عناصر الكون الحية (الحيوانات والنباتات، حتى ألعاب الطفولة) أيضا لديها بصمة عاطفية، أفضل من استهلاكها، نحن اليوم على مفرق شرايين وليس مجرد طرق، علينا أن نختار إما نمط الإستثمار والإنتاج عاطفياً، أو الاستمرار بالاستهلاك والاستنزاف، وبالتالي الاحتضار حد الفناء، عاطفياً.

شارك هذا المقال