بقلم: أحمد علي القناوي

لقد بدأ المسرح منذ بدأ الخلق وتطور مع الانسان في كل العصور. فقد بدأ الانسان الاول في عصر النار واكتشافه للظل وأخذ يحاكي ظله، تارة بالحركة وتارة بالكلام الى أن صنع حالة من المونودراما.

خرج المسرح عند اليونان من المعبد، حيث كان المسرح طقس ديني يتم تقديمه من قبل الكهنة داخل المعبد وحديث الكهنة عن الالهة وانتصاراتها، والجوقة التى كانت تؤدي المشاهد الجماعية في الحالات الجنائزية او في تقديم طقوس خاصة بالتصور الديني في هذا الوقت كمحاولة لاستقطاب الشعب الى الدين.

اما في العصر المسيحي وعصر سطوة الدين فكانت الكنيسة ترى ان المسرح رجس من الشيطان، وحاربت المسرح بقوة، ولكن عزوف المجتمع عن الكنيسة على حساب المسرح جعل الكنيسة تقدم المسرح مرة اخرى في شكل ديني مرة اخرى، وبهذا يعود المسرح مرة اخرى الى المعبد او يعود مرة اخرى الى الدين.

لو لاحظنا في السابق فان المسرح كان يتغير لونه ويتشكل طبقا لطبيعة المرحلة وطبيعة المجتمع الى ان وصل الى هذه الصورة -الحالية- ليستحق بقوة ان يكون اسمه ابو الفنون.

المسرح عند ارسطو هو الشعر وكتب فيه ارسطو كتابه الكبير فن الشعر. وهو فن الاداء، فن الخطابة، وفن الالقاء. ولكي تتم العملية المسرحية ونتمكن من تسمية العمل المقدم امامنا بمسرح فلابد من توافر عناصر اربعة وهي (نص-منصة-ممثل-جمهور).

تطورت في الايام الاخيرة العملية التدريبية حتى اصبحت هي الطريق الى بناء الشخصية الفعالة في المجتمعات المختلفة، فاذا كان ابنك يعاني من بعض الاضطرابات الشخصية فهو في حاجة الى تدريب يقوم تلك الاضطرابات، اذا اردت بناء معرفة جديدة فأنت بحاجة الى تدريب كي تتمكن من بناء تلك المعرفة، وليس كل من استطاع اعداد محتوى فهو مدرب جيد قادر على تدريبك على بناء تلك المهارات والمعارف التى تسعى اليها.

فلابد من المدرب امتلاك العديد من المهارات التدريبية والتى من بينها مجموعة المهارات الشخصية الخاصة به. مثل الكاريزما والالقاء واداءه التدريبي وحضوره داخل القاعة وقدرته على جذب الانتباه ومدى استمتاعك بحضور هذه الحالة التى يصنعها هذا المدرب.

فالمدرب الجيد هو في الاصل ممثل مسرحي جيد جدا وهذا جلي الوضوح في توفر العناصر الاربعة له وهي (نص متمثل في محتواه التدريبي- منصة متمثلة في بيئة التدريب-ممثل وهو المدرب ذاته-جمهور وهم المتدربون المتلقون لهذا التدريب)

فالممثل عند اول منظر وضع أسس لمدرسة مسرح (قسطنطين ستانسلافسكي مدرسة الطبيعة في المسرح)، وهو عبارة عن مجموعة من الادوات الداخلية والخارجية، التى تمكن الممثل من التواصل واقناع الجمهور بالفعل المسرحي الذي يقدمه من خلال افتراضه بانه هذا الشخص الذي يقوم بفعل ما متناسيا شخصيته الطبيعية، تماما مثل المدرب الذي ينسى شخصيته وذاته متماهيا مع محتواه التدريبي الذي يقدمه للمتدربين ليصل بهم اولا الى المتعة التدريبية ثم الى الهدف من التدريب المقدم او الرواية المسرحية المقدمة للجمهور او المتدربين.

ففي نهاية الأمر ستجد ان المدرب ممثل جيد والممثل مدرب جيد وان البيئة المسرحية هي بيئة خصبة جدا لتقديم مدرب جيد او لتقديم تدريب جيد.

شارك هذا المقال