أحمد هشام المحلاوي

بقلم: أحمد هشام المحلاوي

هل فكرت من قبل في السؤال وأهميته؟

هل فكرت أنه من الممكن أن يغير سؤال واحد حياتك كلها؟

بل الأكثر من ذلك هل فكرت أنه من الممكن أن تسأل سؤال يؤدي إلى تغيير التاريخ والعالم من حولك؟

في عام ١٩٤ هجريا / ٨١٠ ميلاديا ولد “حكيم الأندلس” عبّاس ابن فرناس الذي سأل سؤالاً بسيطاً “كيف تطير الطيور؟” فكان هذا السؤال أول بذرة تم وضعها لبداية تساؤلات عديدة أدت فيما بعد لظهور الطائرات.

بالرغم من بساطة السؤال بالنسبة لنا لكن هذا السؤال في زمانه يعتبر من الجنون ولكنه ظل متمسكاً بسؤاله والبحث عن تفسيره وكيفية الاستفادة منه لكي يكون قائداً مذكوراً في التاريخ كأول إنسان وضع أسس الطيران.

هذا مثال لسؤال واحد من أسئلة كثيرة أدت إلى تغيير التاريخ والعالم من حولنا نتيجة لتبني أصحابها فكرة السؤال.

ولكن لماذا إذن أسئلتنا لا تؤدي إلى تغيير أو تأثير؟

وهل نحن فعلا نعرف معنى السؤال ونعطيه اهتماما كافيا؟

وأيضاً هل نقوم بالتشجيع على الأسئلة أم نقوم بمهاجمتها والتقليل من شأنها؟

في البداية تعالوا نتعرف على تعريف السؤال وماهي أهميته.

من ناحية التعريف للسؤال سنجد أنه أسلوب يستخدم للحصول على المعلومات، أوالبيانات، أوالمعرفة.

وتكمن أهميته في استنباط المعلومات بكل أشكالها، وهو يعتبر محرك العصر والأداة للشخص الناجح الذي يتبنى فكرة بناء بيئة تساؤليه داخل المؤسسة.

وقبل أن نخوض ونعرف أكثر عن الأسئلة وتطبيقاتها تعالوا نرجع بذاكرتنا للوراء ونفكر، ماذا كان يحدث في صغرنا عندما نسأل، وكيف كانت استجابة الأهل أو المدرسين لنا عندما نطرح الأسئلة، هل كانوا يشجعونا أم يحبطونا ويتجاهلونا ويقللوا من قيمة أسئلتنا.

الإجابة عن هذه النقطة مهمة جدا في تحديد مدى علاقتنا بالأسئلة وهل نحن أشخاص تستخدم الأسئلة بطريقة صحيحة أم نخاف من فكرة السؤال لأنه سيتم إحباطنا أو الاستهزاء بنا حين نسأل.

وهنا يجب أن يكون لنا وقفة ونسأل أنفسنا:

ما هي بعض المخاوف التي لدي والتي تجعلني لا أطرح الأسئلة؟

كيف يمكنني تنمية الشجاعة والثقة لطرح الأسئلة؟

هل أخاف من الحصول على إجابة لا أريدها؟

وبعد الإجابة عن هذه الأسئلة يجب علينا أن نكون قادة مبادرين ونساعد الآخرين، فننطلق للمفهوم الأوسع ونسأل:

كيف يمكنني تغيير ثقافة المجتمع التي تثبط فكرة التساؤل؟

وما هي الطرق التي يمكنني بها مساعدة الآخرين في التغلب على خوفهم من طرح الأسئلة؟

بعد الإجابة عن هذه الأسئلة سنكون قد وضعنا الخطوة الأولى لبداية الرحلة نحو بناء سؤال فعال ومؤثر.

فهيا بنا ننضم إلى ركب القادة المتسائلين المغيرين لأنفسهم ومجتمعاتهم.

شارك هذا المقال