الفرق بين الحماية والولاية

في العلاقات بين الشباب والولايا

في اللغة لكل كلمة معناها المتفرد، والترادف هو عملية تقريب بين المعاني لتجميل النص، وتحقيق اللحن في نطقه وقراءته، كما هو العنوان.

حسنا إذن،  هل هناك فائدة من لمس الفرق بين معنى الحماية والولاية في العلاقات عموماً، قبل الخوض في معركة العلاقات بين الشباب و الولايا، في البداية سنطرح سؤال يبدو بسيط : على من تقع مسؤولية الحماية في العلاقات؟

وقبل أن نجيب سنقذف بوجه الفكرة قنبله بصيغة سؤال يبدو خطيراً:  من هو صاحب الولاية في العلاقات؟

لن نجيب على الأسئلة مباشرة، هذا يعني أننا سنروج لوجهة نظر محددة، مما يتنافى مع الهدف من هذا الطرح أصلاً .. طيب لن نجعل الهدف مخفياً، يكفي الفضول تجاه الأسئلة (ابتسامة).. الهدف من هذا الطرح هو اشعال الجدل حول الفكرة.

في قديم الزمان بدأت قصة الحماية أولاً، فكان الشاب مفتول العضلات صاحب القوام (الممشوق أو غير الممشوق، لا يهم) يرى أن اكتمال صفة الرجولة لديه تبدأ عندما تنتقل مهمة حماية الولايا في أسرته منهن له، إليه تجاههن.. بالتأكيد الأم تحمي ابنها أولاً (الأمهات دائما في عيون العاقلين – صبايا) والأخت تحمي أخوها، وأيضا الحبيبة تسعى دوماً لحماية من تحب من .. أهلها!، عيون باقي الولايا! ومن نفسها أحياناً!.

الآن في مرحلة ما تبدأ العلاقة الطردية بين الإحساس بالكمال وعدد من يطلبون الحماية تظهر بقوة، من الجيد أن تدرك الولايا ذلك لأن هذا الفخ الأسهل والأقرب من معدة الشاب،لقلبه.

الحماية هي أن تقف صداً ومانعاً أمام ما يؤذي من هم تحت حمايتك وضمن مسؤوليتك، حيث تفقد الإحساس بأهمية الحماية فلن تنال أبداً صولجان الولاية.

الحماية تكتسب بالاتجاهين، لا يمكنك حماية من لا يرغب في حمايتك، وحين تحاول ذلك عليك توقع المزيد من الخسائر، لك وله على حد سواء.

أما الولاية .. فقصتها لم تبدأ في قديم الزمان، هي فعلا بدأت في سالف العصر والأوان إنها القوة المطلقة في رسم مسار العلاقات، صاحب الولاية هو المسيطر على البداية والنهاية.. في العلاقات بين الشباب والولايا على مستوى الولاية يهبط الضباب باستمرار، فتراه نراه شاعرياً منعشاً وفي أخرى نراه مصيبة تُعمي البصر وتستدعي الإحساس بالخطر ، هذا لأن الأمر كساحة حرب فيها المعارك سجال، يتقدم فريق على حساب انسحاب الآخر، ثم يعود المنسحب، ليطارد من كان يطارده.

الولاية وجهة نظر، ليست بوضوح الحماية أبداً، إنها تمنح بالكامل باتجاه واحد، انت تمنح الولاية على قلبك ونفسك وعمرك لمن تجده أهلاً للولاية، وتستمر في قبول ولايته ما دام أهلاً لها، وفي لحظة قد ترفضها، وتقاومها، وتسعى لإسقاطها بالكامل..

انتباه..

ليس من الجيد التهاون في إمكانية رفض الولاية بعد منحها، لأن هذا يعني رفض وجود الآخر بصورته التي منحت له منك أصلاً.

في العلاقات بين الشباب والولايا،

الحماية معاهدة سلام،

والولاية معركة استسلام

هل ترى في هذا المحتوى: *

رابط قناة Tlogia على اليوتيوب للإشتراك ومتابعة الدورات

https://www.youtube.com/channel/UCP9mwSuGz7ZI8M0C7UrtCSw

شارك هذا المقال