الخداع النفسي وتحليل الشخصية

بقلم: ياسر الشامي وفداء سقلاوي

غالباً ما يتم في مجتمعنا إستخدام الخداع النفسي الذي يمكن أن يؤثر بطريقة إيجابية أم سلبية.

الخداع النفسي هو مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تُستخدم بهدف إقناع الطرف الآخر بفكرة معينة، ويكون ذلك عن طريق التلاعب بالمشاعر والعواطف، بالمعلومات، وتقديم الهدايا.

الخداع النفسي في حد ذاته لا يشير بالضرورة إلى مصطلح غير أخلاقي، ويعود تحديد ذلك من خلال طرق إستخدامه.
مثال إيجابي على الخداع النفسي وهو إستخدامه في الطب النفسي وذلك من خلال العمل على تغيير معتقدات المريض للتغلب على المرض النفسي كالقلق و الخوف.

ومن جهةٍ أخرى، يمكن أن يكون الخداع النفسي غير أخلاقي عندما يتم إستخدامه بصورة خادعة بهدف إقناع الآخرين بشيء ما يخالف الحقيقة والواقع.

مثال سلبي على الخداع النفسي وهو تضليل المستهلكين في الإعلانات والتسويق لبعض المنتجات؛ مثلاً مسحوق غسيل أو ترويج طعام لمطعم معين من خلال إستخدام الألوان والعبارات اللافتة.

للخداع النفسي تأثير على المخادع وهذا التأثير سلبي في معظم الوقت. فإنّ المخادع تنتابه مشاعر القلق والخوف، الشعور بالندم والذنب، وفقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.

على سبيل المثال، فإن المخادع يصل إلى مرحلة التوتر النفسي والإضطرابات العاطفية فيمكن أن ينهي علاقاته مع الآخرين دون سبب وذلك بإعتبار أن الطرف الآخر هو أيضاً مخادع أو بإمكان الطرف الآخر معرفة الخدعة في أي وقتٍ كان.
الخداع النفسي نوع من التحيزات العقلية التي تؤثر على قراراتنا وتصوراتنا بطرق غير واضحة وغير ملموسة. ولكن يمكن إتباع بعض الخطوات للتخلص من الخداع النفسي و منها التعرف على أنماط التفكير الخاطئ (البحث عن الأنماط الخاطئة التي يبحث عنها عقلنا والتي قد تؤثر على تصرفاتنا)، الإعتراف بالأخطاء و تقبلها والتعلم منها والتفكير بشكل مختلف لتحقيق الفهم الشامل والدقيق وذلك من خلال تحدي الإفتراضيات.

التحليل الشخصي للخداع النفسي يدل على أن المخادع يتميز بعدة صفات ومنها التلاعب بالآخرين، الإفتقار إلى التعاطف الحقيقي، إطلاق الأحكام على الآخرين، الحاجة إلى المدح الدائم والإهتمام، عدم تقبل الأخطاء والتعلّم منها.
أخيراً وليس آخراً، هناك العديد من طرق التحليل الشخصي للخداع النفسي ومنها تحليل اللغة الجسدية، اللغة الكلامية، تحليل الخلفية النفسية (العلاقات الإجتماعية والمعتقدات والقيم الشخصية)، وإستخدام الإختبارات النفسية (إختبارات الشخصية وإختبارات الذكاء وغيرها، ويمكن من خلالها تحديد مدى الذكاء والنضج النفسي والإستقرار العاطفي).