طرق التصميم وتحليل الشخصيات

بقلم: حسن فرحات

تُعرّف طرق التصميم بأنها مجموعة من المهام والتقنيات المطورة خصيصاً لدراسة مشاكل وإحتياجات الفرد بهدف تقديم الحلول المحتملة لها. وبما أنّ طرق التصميم مرتبطة بشكل مباشر بمهارات الإكتشاف الخمس: الملاحظة والأسئلة والإختبار والتشبيك والربط، وحيثُ أنها قائمة على إعتبار الفرد هو محور الدراسة، نجد أهمية الغوص في إمكانية ربط هذه الطرق مع آليات تحليل الشخصية من خلال أفقها الضمني، السلوكي، والعاطفي.

يمكن تشكيل طرق التصميم ضمن أربع فئات رئيسية:

  • الملاحظة: نقوم في هذه الفئة برصد الشخصية وملاحظتها عن بُعد لتدوين ملاحظات دقيقة حول سلوكياتها. ومن بين طرق الملاحظة سنتطرق في هذا المقال للتفكير بالمفقود، المراقبة عن بُعد، والآثار السلوكية.
    • التفكير بالمفقود: يوصى بهذا المفهوم للكشف عمّا هو غير موضح وذلك من خلال البحث والتفكير بالجوانب المفقودة أو الغائبة عن موقف ما، وقد يساهم ذلك في تفسير سلوك الشخصية بدقة أكبر.

على سبيل المثال: مَن الأشخاص غير المتواجدين والذين أدى غيابهم لسلوك معيّن من الشخصية قيد التحليل؟ فقد يتبدل السلوك لو أن أولئك الأشخاص موجودين. لو تعرّض مراهق لمثير ما، فإن سلوكه المبني على إعتقاده قد لا يكون نفسه في حال تواجد أبواه أو لم يتواجدا في الموقف، وبالتالي لا يمكن أن نبني تصورنا فقط من خلال دراسة السلوك نفسه أو الإعتقاد الذي عُبر عنه بالسلوك من دون البحث بما هو مفقود في حين أنه لو وُجد لأحدث تغيراً.

    • المراقبة عن بُعد: من أكثر النماذج إفادة للمراقبة عن بعد هو نموذج POEMS والمُأطر بالأشخاص، الأجسام، البيئات، الرسائل، والخدمات المرتبطة بشكل مباشر في الموقف. وتساهم هذه الطريقة بفهم مدى إرتباط إعتقاد الشخصية بالبيئة المحيطة.
    • الآثار السلوكية: تُستخدم هذه الطريقة لإستنباط عادات وطقوس وقيم وأولويات الشخصية من خلال فحص دقيق وبحث عن أدلة لكيفية تداخل الآثار السلوكية والبيئات المعنية. تساهم هذه الطريقة بفهم أكثر لبيئة تكوين الشخصية كما وكيفية تكوّن إعتقادها.
  • السؤال: نقوم في هذه الفئة بالإنخراط المباشر مع الشخصية وتوجيه الأسئلة للإطلاع على أفكارها ومواقفها وآرائها، محاولين الوصول لتفسير واضح عن كيفية تكوّن بيئة التمكين لديها ومدى ثبات أسلوبها. وقد نلجأ لإعتماد عقلية المبتدئ بالإضافة إلى أسئلة لماذا الخمسة.
    • عقلية المبتدئ: تساعد هذه الطريقة على خفض تأثير الذاتية لدينا وتحييد المقارنة الشخصية وتفعيل الموضوعية لملاءمة التشخيص وإستقلالية الحكم. فعقلية المبتدئ تفرض التخلي عن جميع المسلمات التقليدية ومعارضة الإفتراضات الأساسية التي يقوم عليها البناء وأن نضع جانباً كل ما نعرفه مسبقاً.
    • أسئلة لماذا الخمسة: أنشأت Toyota هذه التقنية داخل نظام إنتاجها، ولكن يمكن الإستفادة منها بالتوجه للشخصية بأسئلة لماذا متكررة تجعلنا قادرين على التوغل في عمق تصورها والغوص في أعماق قيمها، أولوياتها، دوافعها، وذلك للكشف عن الأسباب الضمنية وراء السلوك. وبالتالي يمكن فهم الشخصية بشكل أعمق ما يساعد في تحليلها بشكل أدق.
  • الإختبار أو التجربة: يتم في هذه الفئة إختبار جميع المفاهيم مع الشخصية لإكتشاف ردود أفعالها معرفياً أو حتى عاطفياً.
  • الدراسة: يتم في هذه المرحلة إجراء المهام التقييمية التي تهدف لخلق فهم مشترك لكافة جوانب الموقف. ومن أهم الطرق التي يمكن إستخدامها هي: خريطة التعاطف.
    • خريطة التعاطف: تبين لنا هذه الطريقة أهداف الشخصية وإحتياجاتها، بالإضافة إلى مخاوفها، وذلك من خلال الكشف عن: ما الذي تفكر به الشخصية وتشعر به؟ ما الذي تراه؟ ما الذي تسمعه؟ وما الذي تقوله وتفعله؟ 

إن الطرق التي تم ذكرها هي مجرد أمثلة وليست للحصر، والفائدة الأعم من إتباعها هي تجميع أكبر قدر من التفاصيل الممكنة.

تشكل التفاصيل حجر الأساس لتحليل الشخصيات وكل ما إستطعنا جمع تفاصيل أكثر كلما أصبحت مواردنا أنفع لإنشاء ملف تحليلي شامل ودقيق.