إدارة تحليل الشخصيات كمشروع متكامل

بقلم: حسن فرحات

يُعتبر تحليل الشخصيات مشروعاً قائماً في حدّ ذاته، حيث أنه يتكون من مجموعة إجراءات غير روتينية ضمن آليات محددة وله هدف محدد: النجاح في التعامل مع الشخصية (تبادل منتج)، النجاح في توجيهها (تأثير منتج)، النجاح في توظيفها (قيادة منتجة)، والنجاح في معالجتها (تحسين وتطوير). وكذلك فإن لعملية تحليل الشخصيات بداية ونهاية تتمثل في إعداد ملف حسب الحاجة والهدف.

وبناءً على ما سبق، يمكن إدارة تحليل الشخصيات وفق مراحل إدارة المشاريع إنطلاقاً من التحضير للبدء بالتحليل، التخطيط للتحليل، تنفيذ التحليل، الرقابة على التنفيذ، والإنتهاء من التحليل.

  • التحضير للتحليل: وتكون هذه المرحلة سابقة للبدء بالتحليل ويتوجب بها  أولاً تحديدالهدف أو الأهداف من التحليل، النطاق الذي يجب إتباعه، من هم المتأثرين أو المؤثرين في عملية التحليل، كما والمخاطر المتوقعة أو المترتبة على عملية التحليل.
  • التخطيط للتحليل: يتم في هذه المرحلة تحديد المنهجية المنوي إتباعها ضمن النطاق، والتي يجب أن تكون موجهة نحو الهدف، وبالتالي تحديد مداخل التحليل التي يفضل إستخدامها. كما يجب تحديد المخرجات المتوقعة؛ وهنا لا نقصد نتائج التحليل، بل مخرجات على صعيد النمط أو النوع أو التفضيلات وغيرها، إضافةً إلى الأبعاد والأساليب التي تتلاءم مع الأهداف المحددة. بالإضافة إلى الإطار الزمني الذي يجب العمل ضمنه.
  • تنفيذ التحليل: تبدأ في هذه المرحلة عمليات إدارة موارد التحليل والتطبيق العملي من خلال تنفيذ المهام (كوضع الشخصية أمام المثير)، والبدء بتدوين الملاحظات أو توجيه الأسئلة أو غيرها من الأساليب والطرق المخطط لإتباعها حتى بلوغ الهدف.
  • الرقابة على التنفيذ: تكون في هذه المرحلة رقابة مستمرة عند كل خطوة من خطوات تنفيذ التحليل وإجراء تقييمات ووضع تقارير بهدف التأكد من جودة التحليل ومدى إلتزام العمليات بالنطاق العام وضمن المنهجيات ومواءمتها للهدف. وحين تظهر أية معالم أن المحلل يقوم بإجراءات تخرجه من النطاق أو تبعده عن هدفه التحليلي عليه القيام فوراً  بالتعديلات اللازمة والعودة للمسار السليم.
  • الإنتهاء من التحليل: تتكون هذه المرحلة من إنشاء الملف التحليلي حسب الحاجة والهدف، كما يضاف إليها التغذية الراجعة لكل ما عايشه مشروع التحليل من أجل الإستفادة من الدروس والتحديات التي واجهناها وتطويرها في المستقبل.

وكما في إدارة المشاريع، لا يُنصح بأن يقوم بتحليل الشخصيات كل من: 

  • يؤمن أنه يجب أن يتبع التعليمات الأولية بحذافيرها وذلك لأنه لا بدّ أثناء التنفيذ من إجراء تعديلات حسب المتغيرات المحيطة بالشخصية.
  • يؤمن بتجنب الصراعات أو المناقشات الحادة أو الجدل وذلك لأنه لا بدّ أحياناً من الصراع والجدل بين المحلل والشخصية وذلك بهدف الكشف عن أكبر قدر من التفاصيل والتحقق من السلوكيات وثباتها.
  • يؤمن أن الشخصية التي يقوم بتحليلها هي دائماً محقة، وبالتالي فإن بناءه على ما تقول الشخصية فقط قد يؤدي لنتائج مغلوطة. فالأفضل للمحلل أن يغوص إلى داخل الشخصية للكشف عن مدى توافق ما تقوله أو تقوم به الشخصية وإعتقادها الضمني.
  • يؤمن أن الشهادة الجامعية دائماً أهم من الخبرة العملية، فيقوم بإتباع المناهج العلمية العامة دون الإلتفات إلى حالات خاصة تتطلب خبرة في التعامل معها.
  • يؤمن أن السرعة أهم من الجودة، فيعمد إلى الطرق القصيرة لتحليل الشخصية ويقع في فخ المسح السريع فقط ويغفل تفاصيل ضرورية للوصول إلى مرتبة التحليل.