التفكير التصميمي وتحليل الشخصيات
بقلم: حسن فرحات
يُعرّف التفكير على أنه عملية عقلية تتم في مستودع الوعي، تتغذى من مخزون الشخصية المعرفي وتتأثر بسماتها. وتُعدّ أساليب التفكير أدوات المعالجة للمدخلات، بهدف الوصول إلى قيمة ذات معنى، يُمكن إستخدامها، البناء عليها، وتوظيفها ضمن السياق.
إنّ التفكير التصميمي كواحد من أساليب التفكير، ليس تصميماً بقدر ما هو منهجية تهدف إلى حل المشكلات من خلال إعتبار أنّ الشخصية هي المحور، وبالتالي يبحث في طرق وممارسات إجرائية لإستكشاف الإحتياجات الحقيقية للشخصية.
وحيث أن على تحليل الشخصيات أن يكون موجهاً نحو واحد أو أكثر من الأهداف الأربعة التالية: النجاح في التعامل مع الشخصية، النجاح في توجيهها، النجاح في توظيفها، والنجاح في معالجتها، نجد أنه من الجيّد إعتماد طرق وممارسات التفكير التصميمي لفهم إحتياجات الشخصية وإعتقاداتها بشكل أكثر توسعاً لبلوغ أهداف التحليل الأربعة.
في البداية يمكن الإنطلاق من فهم التسلسل الهرمي للتصميم المتمحور حول الشخصية والذي أعده معهد الإبتكار العالمي – GInI، وهو نموذج مبني على علم النفس البشري ويهدف إلى توضيح بنية النفس البشرية، ما سيساعدنا أكثر على فهم إعتقاد الشخصية وكيفية إستجابتها للمثيرات.
يتألف التسلسل الهرمي للتصميم من:
- الشخص الأساسي: يعكس الدافع الأساسي للشخصية، معتقداتها، وأولوياتها المتأصلة في ذاتها.
- الشخص الموجه: يعكس مظاهر الشخصية، تفاعلاتها، وإدراكاتها بفعل المحفزات الخارجية.
تتشكل الدوافع والأولويات المتأصلة في الشخص الأساسي من خلال الأسس والخلفيات الداخلية كما والعوامل الخارجية المؤثرة وذلك نتاج ذاكرة وإدراكات طويلة المدى.
يُعتبر الشخص الموجّه هو تعبير ظرفي حي عن الشخص الأساسي حيث المظاهر الخارجية تحدث نتيجة إدراكاته الداخلية المبنية على بيئته الخارجية، وهي مستمدة من إحتياجات الشخص ورغباته بناءً على توقعاته وتفضيلاته في موقف معين.
يساعد تعمقنا في التسلسل الهرمي للتصميم، ودمج طرق التصميم في تحليل الشخصيات لفهم كيف يتكون إعتقاد الشخصية والإجابة على أسئلة: هل هو مرتبط بالموروث، بالبيئة المحيطة، بالصلابة العاطفية، أو حتى بأساليب التفكير.
ومن أجل تكوين صورة أوضح، نتطرق إلى طرق التفكير التصميمي من خلال فئاتها الأربعة (الملاحظة، السؤال، التجربة، والدراسة) لمعرفة كيف يضبط إعتقاد الشخصية، كيف يُعبر عنه، وكيف يبرر له.
إذ يمكن من خلال الملاحظة رصد الشخصية عن بعد وتدوين ملاحظات حول سلوكياتها (تعبيرها عن الإعتقاد)، يتبعه السؤال من خلال الإنخراط المباشر مع الشخصية والإطلاع على أفكارها ومواقفها وآرائها فنتحقق من كيف تكوّن السلوك وكيف يتحرك. ومن ثم نلجأ للتجربة من إخلال إختبار مفاهيم مختلفة مع الشخصية لإكتشاف ردود أفعالها عمليةً كانت أو عاطفية، وعليه يمكن أن نحدد كيف يتحرك السلوك، وأخيراً الدراسة أي إجراء العديد من المهام التقييمية وخلق فهم مشترك لكافة جوانب المثير، ما يبين كيفية ضبط السلوك وكيف يُبرّر.
سيتم تفنيد طرق التصميم وربطها بتحليل الشخصيات بإختلاف مداخلها، وذلك من خلال مقال تابع تحت عنوان “طرق التصميم وتحليل الشخصيات”.
اضف تعليقا