تحليل الشخصيات والتوظيف في الشركات أية علاقة؟

بقلم: عبد الهادي الموالي

تعد دراسة الشخصية وتحليلها إحدى المواضيع التي أضحت تكتسي أهمية كبرى لدى  الشركات والمنظمات على المستوى الدولي.

هذا الاهتمام نابع من محورية  العنصر البشري في مختلف عمليات الانجاز والانتاج واستشراف المستقبل التي تعرفها هذه الشركات والمؤسسات.

لا أحد ينكر أن الأفكار الجيدة تعد وقودا يوظفه مدراء الشركات الكبرى لدخول عالم التنافسية فيما بينهم وضمان الفعالية والاستمرار في قمة التصنيف من حيث المردودية.

هذه الأفكار الجيدة التي تكتسي طابع الإبداع وتتسم ببصمة الابتكار وتحدو حدو التفكير خارج المألوف، هذا النوع من الأفكار المتميزة لا يمكن أن ينتجه إلا نوع من الاشخاص والافراد يتصفون بصفات مميزة واضحة تجعلهم مؤهلين للمساهمة في تطور منظمتهم ومساعدتها على التربع على عرش الابتكار والتفرد مقارنة مع الباقي.

من هذا المنطلق تأتي أهمية تحليل الشخصيات كوسيلة فعالة لكشف اللثام عن سمات الفرد وميولاته وتفضيلاته، ودراسة الشخصية من مختلف الجوانب العاطفية منها والعقلية، النفسية منها والبدنية حتى نحصل على صورة شبه تامة تمكننا من وضع اليد على الأشخاص ذوي الميولات القيادية أو الانقيادية ذوي التوجهات العاطفية أو المسيطرة ذوي السمات الواقعية أو المغرقة في الخيال.

إن تحليل الشخصية يضع بين أيدينا مجموعة أدوات نظرية وتمارين تطبيقية تمكننا من التوصيف والتصنيف والتوظيف. وتنزيل هذه العمليات الثلاث يكون كالاتي:

  1. التوصيف: حيث نقوم بوصف الشخصية وفق سلوكاتها الصادرة عنها، أفعالها وردود أفعالها الظاهرة للعيان. وهذا لا يتم بطبيعة  الحال إلا بالاستناد على مجموعة مهارات منها الملاحظة والمقارنة والمباينة والإعتماد على قوائم الرصد المعدة مسبقا.
  2. التصنيف: تأتي هذه المرحلة لتسند الاولى حيث نقوم بوضع صنافة للشخصيات وفق النموذج المتبع والمعتمد في عملية التحليل سواء أكان نموذجا رباعيا أو خماسيا أو غير ذلك بالاعتماد بطبيعة الحال على مهارة التصنيف وإدراك النمط.
  3. التوظيف: بعد عملية التوصيف والتصنيف تأتي المرحلة التطبيقية المرتبطة بالمجال العملي حيث نقوم بتوظيف المعطيات والنتائج المتحصل عليها على أرض الواقع واختيار الشخص المناسب للمكان المناسب وفق قيادة منتجة تتوخى تحسين الأداء وتطويره في أفق الرفع من المردودية. وهذا لن يتأتى بطبيعة الحال إلا بالاعتماد على مهارة اتخاذ القرار والتنبؤ والتخطيط كذلك.

إن الربط بين موضوع تحليل الشخصيات من جهة وقبول العمال والموظفين في الشركات من جهة أخرى أضحى من الضروريات في زمن التنافس الكبير الذي تعرفه المؤسسات والشركات حيث البقاء للأبدع والأمرن (من المرونة) والافضل.