لماذا نقوم بتحليل الشخصية

بقلم: هدى إبراهيم

يمكننا تعريف تحليل الشخصية على أنه  مجموعة خطوات عملية، منظمة، مدروسة وهادفة  لوضع تصور شامل وكامل للشخصيات من خلال الاكتشاف والإلمام بالابعاد النفسية وبكل ما تظهره من سلوك او ما تكتمه من أفكار ومشاعر تحدد طريقة ونمط تفاعل الفرد مع بيئته من  أحداث او أشخاص.

فعلى مر العصور جاهد الإنسان في تحليل شخصيات الآخرين وكشف مكنوناتها، واستخدم في سبيل ذلك كافة الادوات البدائية كالملاحظة، التتبع والمقارنة، الى ان تم استحداث الادوات المعيارية العلمية. وعلى الرغم من تشابه واختلاف الادوات العلمية لتحليل الشخصية، الا انها تتلاقى باهدافها السامية والتي خلقت لأجلها، الا وهي تمكين الافراد و وتطوير المجتمعات. 

وقد تم إدراج أهداف تحليل الشخصية ضمن العناوين الرئيسية التالية:

  • النجاح في التعامل مع الشخصيات  من خلال تبادل المواقف، الافكار والمشاعر بشكل منتج  يحقق النمو الايجابي.
  • النجاح في التوجيه من خلال القدرة على التأثير في الشخصية من اجل توجيهها في اتجاه معين.
  • النجاح في التوظيف، وهي قيادة منتجة للشخصية لتحقيق الاهداف.
  • النجاح في المعالجة للتحسين والتطوير، لتحسين نقاط الضعف وتطوير نقاط القوة.

فكان من الواضح ان تحليل الشخصية لا يقتصر على إعطاء وصف ونتائج عامة للشخصية بهدف الاخبار، انما لإستثمار قدرات الشخصية  في تطوير الشخص في مختلف مجالات الحياة.

وبناءً على ما سبق، يمكننا القول انه يختلف الهدف من تحليل الشخصية وبالتالي تختلف امكانية استخدامه،      “فالعبرة دائماً بالاهداف”.

لذا يمكن اعتبار تحليل الشخصية احد العلوم الاساسية التي قد ترتكز عليها العديد من المهن لتحقيق الاهداف المرجوة من النمو، التوجيه، التعليم والعلاج، وبالتالي يمكن استثمارها لتمكين المهنيين والافراد من اكتشاف الذات البشرية.

فعلى مستوى الافراد قد تساعدهم لرفع الوعي والادراك الذاتي و بلوغ النضج الفكري والعقلي.

أما على صعيد الممارسة المهنية، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، يمكن اعتماد تحليل الشخصية كأحد التقنيات الاساسية في تقديم الخدمة الاجتماعية. فالاختصاصي الاجتماعي كممارس عام في تقديم الخدمة، تتطلب مهامه العمل على كافة المستويات Ecological Levels: الافراد، الاسر، الجماعات والمجتمعات.

ولو قارنا بين أهداف تحليل الشخصية من حيث التكوين، التمكين، والتوظيف لوجدنا انها تقنية تساعدنا كإختصاصيين إجتماعيين من تمكين الافراد، تحسين علاقة الأفراد ضمن الاسر والجماعات، وبالتالي تطوير المجتمعات. 

لطالما تم اعتبار تحليل الشخصية الحجر الاساس لمدربي الحياة لاكتشاف القدرات ونقاط الضعف لدى الافراد، والتي تساعدهم على: اما استثمارها في عملية التطوير او التوجيه للعلاج. 

هذا وتمكن مدرب الحياة من مساعدة الافراد على تقييم محاور عجلة الحياة (الروحي، العقلي، الجسدي، الاجتماعي، الاسري، المهني والمالي). كما وتحدد جوانب الشخصية المختلفة بطريقة علمية فنتمكن من وضع خطة واقعية لتحديد رسالة الحياة، الشغف، والاهداف؛ أيضاً  مساعدة وتوجيه الافراد لوضع اهداف واقعية تطابق مع تفضيلاتهم وقدراتهم تمكن من الوصول الى حالة من التوازن، الراحة وتحقيق السعادة .

مما لا شك فيه، وعلى الرغم من اعتبار تحليل الشخصية علم قائم في حد ذاته، إلا ان أهدافه المختلفة تنسجم وتتوافق مع اهداف مختلف المهن، ويمكن ان تؤدي لنجاح  ولإستدامة التطور في المجالات المتعددة.

وهنا يُطرح التساؤل، هل فن تحليل الشخصية يجب ان يقتصر على كونه علم منفصل أم هو أحد الركائز الاساسية لكافة العلوم الانسانية؟