تحليل الشخصية والنشاط الرياضي الممارس

بقلم: عبد الهادي الموالي

من خلال العنوان ترتسم في أذهاننا العديد من علامات التعجب والاستفهام حول إمكانية الربط بين النشاط الرياضي الذي نمارسه ونمط شخصيتنا. لماذا؟  يمكن أن يكون تحليل الشخصية بناءً على الرياضة التي نمارسها مهمة معقدة، ولكن هناك بعض الخصائص والاتجاهات العامة التي يمكن ملاحظتها وأخذها بعين الاعتبار عند تحليل الشخصية وفقًا للنشاط الرياضي الذي اخترناه وهي كالتالي:

نوع الرياضة: يمكن أن يشير نوع الرياضة المختارة إلى ما يفضله الشخص من حيث المنافسة والتفاعل الاجتماعي ومستوى النشاط البدني. على سبيل المثال، قد يكون الشخص الذي يلعب رياضة جماعية مثل كرة القدم تعاونيًا وتنافسيًا، بينما قد يكون الشخص الذي يلعب رياضة فردية مثل ألعاب القوى أكثر تركيزًا على الأداء الشخصي والإنجاز الفردي.

مستوى العدوانية: تتطلب بعض الرياضات، مثل لعبة الركبي أو الملاكمة، مستوى معينًا من العدوانية لتحقيق النجاح. قد يكون الأشخاص الذين يمارسون هذه الرياضات أكثر قدرة على المنافسة ولديهم رغبة قوية في السيطرة على خصومهم وفي إثبات ذواتهم في مختلف المواقف المهنية والحياتية.

السلوك تحت الضغط: يمكن للرياضة أن تضع الأفراد تحت الضغط، وتكشف عن قدرتهم على إدارة التوتر واتخاذ قرارات سريعة. تتطلب بعض الرياضات، مثل كرة السلة، اتخاذ قرارات سريعة، مما قد يشير إلى أن الشخص بارع في التصرف تحت الضغط وفي اتخاذ القرار المناسب في الموقف المناسب بغض النظر عن درجة توتر الوضعية وتأزمها.

الدور في الفريق: إن مراقبة الدور الذي يلعبه الشخص داخل فريق رياضي من شأنه أن يقدم لنا معلومات حول شخصيته. قد يجد النمط المسيطر والمهووس بالقيادة نفسه في مناصب قائد الفريق وموجه المجموعة، بينما قد يفضل الأشخاص الانطوائيون والعاطفيون الاكتفاء بالقيام بالمهام البسيطة وتولي زمام الأدوار البسيطة.

الموقف من الهزيمة والنصر: الطريقة التي يتفاعل بها الشخص مع الهزيمة والنصر في الرياضة يمكن أن تكشف عن مستوى مرونته وتصميمه ولعبه النظيف. قد يكون بعض الرياضيين أكثر عرضة للإحباط بعد الخسارة ومن ثم الاستسلام أمام العراقيل والعقبات، بينما قد يستخدم البعض الآخر الخسارة كدافع للتحسين والتطوير.

إلى جانب هذه الخصائص الكبرى التي تقدم لنا صورة تقريبية حول نمط الشخصية اعتمادا على تفضيلاته في المجال الرياضي، يمكن أن نضيف بعض التفاصيل ذات البعد النفسي السلوكي لتتضح الصورة أكثر وهي على هذا الشكل:

الدافع والمثير: يمكن أن يكشف اختيار الرياضة عن دوافع الشخص وأهدافه. على سبيل المثال قد يكون لدى الشخص الذي يمارس رياضة تنافسية بهدف الفوز بميداليات دافع جوهري قوي للتميز والتقدير، بينما قد يعطي الشخص الذي يمارس رياضة ترفيهية الأولوية للمرح والاسترخاء.

أخلاقيات العمل: يمكن أن يعكس الالتزام والجهد الذي يبذله شخص ما في ممارسة الرياضة أخلاقيات العمل. الشخص الذي يتدرب بانتظام، ويعمل بجد لتحسين مهاراته، وهو مصمم على تحقيق أهدافه الرياضية، قد يكون له أيضًا نهج مماثل في جوانب أخرى من حياته على المستوى الشخصي والمهني.

التفاعل الاجتماعي: تتطلب الرياضات الجماعية تفاعلًا وثيقًا من الفرد مع زملائه، مما قد يبرز المهارات الاجتماعية للشخص. قد يكون لاعب الفريق الذي يمتلك مهارات التواصل والتعاون وتقديم الدعم للآخرين، قد تكون له شخصية تخول لها لعب أدوار القيادة والتدريب.

المخاطرة والثقة بالنفس: تتطلب بعض الرياضات، مثل تسلق الصخور أو الرياضات الخطرة، المخاطرة وثقة عالية بالنفس. يمكن للأشخاص الذين ينجذبون إلى هذه الرياضات أن يكونوا جريئين ومندفعين ويميلون إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم.

التعامل مع الفشل: يمكن أن توفر مراقبة رد فعل الشخص تجاه الفشل في الرياضة نظرة ثاقبة لمرونته وقدرته على التعامل مع الانتكاسات. يمكن للشخص الذي يُظهر مثابرة ويتعلم من الأخطاء ويتعافى بسرعة من الفشل أن يُظهر مرونة وتصميمًا متزايدًا.

أسلوب اللعب: يمكن للطريقة التي يلعب بها الشخص رياضته أن تعكس شخصيته أيضًا. على سبيل المثال، قد يكون للاعب كرة قدم عدواني وحازم على أرض الملعب شخصية مماثلة في مجالات أخرى من حياته، في حين أن اللاعب الأكثر هدوءً وتكتيكيًا قد يكون أكثر تحليلاً واستراتيجيًا في كيفية تعامله مع المشكلات.

 

كخلاصة، يمكن القول بأن ما تم تقديمه يعد مؤشرات عامة لا يمكن أن تقدم صورة واضحة ومتكاملة عن الشخصية التي تتأثر بالعديد من العوامل الأخرى خارج الرياضة، مثل التنشئة والبيئة المنزلية وتجارب الحياة.

 

وبناء عليه، من الأجدى اعتبار تحليل الشخصية وفقًا للرياضة التي نمارسها على أنها منهج تكميلي يتيح لنا فهما تقريبيا للشخصية وأنماطها وليس نظرية علمية شاملة.