أخلاقيات تحليل الشخصيات

(ما مستوى الالتزام بالمعايير الأخلاقية في ميدان تحليل الشخصيات؟)

“سلسلة”

(الجزء 3/3)

بقلم: عسري عبد الإله
إجازة في القانون الخاص والمقارن
ديبلوم الدراسات الجامعية العامة

 

يمكن تعريف (الأخلاق الإلزامية) بأنها المعايير الدنيا التي يجب على كل ممارس لتحليل الشخصيات الاتصاف بها، كمعايير للممارسة، مع الاتصاف بأخلاقيات الفضيلة، عند تشكيك العموم في أدائهم أو سلوكهم، بحيث اذا كان السلوك المعني متوافق مع المدونة الأخلاقية، تجاه المعضلات الأخلاقية المحتملة، و كحافز لتحسين هذا المجال من خلال التطوير المستمر ومتابعة كل التغييرات في هذا المجال.

أيضاً على المحلل الشخصيات أن:

  • يتصف بالحيادية والذاتية في التحليل، وعدم التعصب سواء للجنس، او السن، أو العرق، أو اللون وألا يتورط في أي تفرقة على هذا الأساس،
  • وعدم استعمال أية أدوات أو أجهزة تسجيل إلا بعد استئذان العميل، وبموافقته،
  • كما عندما يوثق محلل الشخصيات أن يوثق عمله بأقصى قدر من المهنية والدقة، وبشكل يكفل لأي محلل آخر أن يتابع عمله في حالة تعذر إكمال التحليل أو الدراسة،
  • وبطبيعة الحال لا يجوز نشر الحالات التي يدرسها أو يبحثها أو يوجهها مقرونة بما يمكن للآخرين اكتشاف صاحبها (الأسماء أو الأوصاف) منعا للتسبب في حرج أو استغلال للبيانات من طرف الغير.
  • عندما يعجز المحلل على استكمال البحث والدراسة فعليه أن يوجه (العميل) لأهل الاختصاص والدراية (المختص النفسي وغيره..)، يجب على المحلل العمل على إنهاء التحليل مع العميل إذا تبين أنها حققت أهدافها بالشفاء، أو أن استمرارها معه لن يفيد العميل، وفى هذه الحالة على المحلل أن ينصح العميل بطلب العلاج من جهة أخرى، ويتحمل المسؤولية كاملة فى تقديم كافة التسهيلات للجهة البديلة، مع الدراسات العلمية ومصادرها التي قام بها.
  • على المحلل أن يسعى لتكون تصرفاته وأقواله وسكناته، بما يرفع من قيمة التحليل.
  • عند نشر أية دراسة لا بد أن تكون مذيلة بالمصادر للمزيد من التوسع والأمانة العلمية.
  • يقتصر استقصاء المعلومات والتفاصيل عن المريض على الهدف التشخيصي وفى حدوده فقط، ولا يتجاوز ذلك إلى معلومات لا تفيد عملية العلاج، وذلك للتقليل من انتهاك الخصوصية.
  • لا يلجأ المحلل إلى دراسة مبنية على خداع المبحوثين إلا إذا كان لذلك فائدة علمية، أو تطبيقية، أو تربوية، لا تتحقق بخلاف هذا “الخداع” -المحمود-، وفى هذه الحالة يجب الحصول على موافقة المبحوثين بصورة عامة، كما أنها لا تؤثر في خطة الدراسة، على أن يتولى الشرح الكامل للإجراءات، بعد انتهاء الغرض من “الخداع“، وأن يتخذ خطوات مناسبة لمن شارك في التجربة كالشكر والتنويه على هامش انتهاء التحليل أو البحث.
  • صفة أخرى من الصفات التى يجب أن يتحلى بها الباحث العلمي -وإن كانت غير ضارة- عموما وفي عملية كتابة التقرير البحثي خصوصا هي “التواضع” ففي بعض الأحيان نجد الباحث يشير إلى نفسه في التقرير بقوله: “ولقد وجدت” ….. “عندما قمت بالاتصال بـ” …..”شخصت”…”عالجت”…. وهذه اللغة وإن كان عليها تحفظات من الناحية المنهجية فإنها تشير أيضا إلى درجة من الاعتزاز بالنفس قد تصل بالباحث إلى حد الغرور. وبطريقة مماثلة فإن الباحث قد يستخدم: “نون التفخيم” في مواضع من التقرير بشكل ينم عن ثقة مفرطة في النفس كما قد يلجأ الباحث في بعض الأحيان إلى الإشارة إلى أن بحثه يمثل عملا رائدا في الميدان أو أنه محاولة غير مسبوقة أو إلى أن ذلك العمل هو المحاولة الأولى من نوعها.
  • في حالة العلاج الأسرى الجماعي، على المحلل أن يحدد أي منهم “المريض” وأيهم المعاون في العلاج، ويحاول التوفيق بين العلاقات الأسرية بما يعيدها إلى طبيعتها أولا، ولا يدعو إلى الانفصال إلا في حالة الضرورة القصوى، وبما يخدم المصلحة العامة.
  • يجب على المحلل أن يتجنب الوقوع أداة في يد الغير لتبرئة المدان، أو لإدانة البريء، أو للحجر على السوي، أو للإيداع في مصحات نفسية، عندما يطلب رأيه في ذلك، سواء من السلطة أو من القضاء، من خلال البحث المنجز.
  • عدم التسليم والقبول لأي شئ ما لم يقم عليه دليل أو برهان والفحص لكل الآراء والأشياء ذات العلاقة بالموضوع أو المشكلة، مثل احكام القيمة المنتشرة، او الاقوال حول شخص معين.
  • يبتعد المحلل عن توجيه أهداف البحث لأغراض المجاملة أو لخدمة أهداف خاصة أو للدعاية، وتوقيف البحث إذا كان هناك طارئ أو عارض سيمس وسيغير من نتائج الدراسة (كحالة حرب غزة التي أشار إليها أستاذنا أحمد ذيب، وكيف تم إيقاف الاستبيان لغاية وقف الحرب).

 

في الأخير نعيد التذكير أن أخلاقيات التشخيص نستمدها منذ 14 قرنا من الشريعة السمحاء، فهي الأرقى، والأنقى، والأبقى.

قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدَىً فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ *} [البقرة: 38]

 

المصادر:

  1. فيلم التجربة: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D8%A8%D8%A9_(%D9%81%D9%8A%D9%84%D9%85)
  2. تجربة طوني لاماريد على مرضى الفصام : https://www.washingtonpost.com/archive/lifestyle/wellness/1992/09/29/ethics-concerns-raised-in-schizophrenia-study/92a01b0c-de57-4b30-8720-e16a5910bb5a/
  3. ميثاق أخلاقيات الممارسة المهنية للجمعية الأمريكية لعلم النفس https://www.apa.org/ethics/code
  4. المجلس العربي للاختصاصات الصحية: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%B3_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A_%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B5%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%A9
  5. كتاب (علم النفس الإرشادي)، أحمد عبد اللطيف أبو السعد
  6. الميثاق الصادر عن الجمعية المصرية للدراسات النفسية 
  7. اللجنة الوطنية للصحة النفسية (2015). الكرامة والصحة النفسية،اليوم العالمي للصحة النفسية، ترجمة سارة عبد الله
  8. الخياط م ه. «الصحة والسلوك الإسلامي» في : جريدة الجندى ع، محرر، سياسة الصحة، الأخلاق والقيم الإنسانية : منظور إسلامي. الكويت : المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، 1995. p. 447-50.  كيف دعمت جمعية علم النفس الأمريكية برنامج تعذيب المخابرات الأمريكية؟”. راقب. 03–04–2015. مؤرشف من الأصل في 2017-03-02. اطلع عليه بتاريخ 12–07–2015.
  1.